وذكر
ابن الملقن أن امرأة كانت تخدم الجنيد قالت :
"
جئت يوماً إلى النوري , كان يوماً شديد البرد والريح , فوجدته في المسجد وحده
جالساً , فأمرني بإحضار خبز ولبن , فأحضرته . وكان بين يديه قصعة فيها فحم ,
فقلّبه بيده وهو مشتعل , ثم أخذ الخبز واللبن , فجعل اللبن يسيل على يديه , وفيها
سواد الفحم , فقلت : يا ربّ , ما أقذر أولياء , ما فيهم أحد نظيف .
قالت
: ثم خرجت من عنده , فتعلقت بي امرأة وقالت : سرقت رزمة ثياب , وجرّوني إلى الشرطي
, فأخبرني النوري بذلك , فخرج وقال : لا تتعرض لها , فإنها ولية , فقال الشرطي :
كيف أصنع المرأة تدّعي ذلك ؟
قالت
: فجاءت جارية ومعها الرزمة المطلوبة . وأنطلق النوري بزيتونة , وقال لها : تقولين
بعد هذا : يا رب ما أقذر أولياءك ؟ فقالت : تبت [1] .
فالمعنى
أنه لا يحق لأحد أن يتعرض على قذارة الصوفية ونجاستهم , ولا يجوز أن ينصح أحد هؤلاء
المنتنين المتشبهين باليهود الأقذار المهتمين بوضع الكلاب والقطط الميتة في
مساكنهم , لا ينصحهم أحد باعتناء النظافة والطهارة , وإلاّ فيصيبهم عقاب من عند
الله وعذاب أليم .
وأما
الصوفية فيروون عن الشبلي أنه ألقى بأربعة آلاف دينار جملة في دجلة , فقالوا له :
ما تفعل ؟
قال
: الحجر أولى بالماء , قالوا : لم لا تعطيها للخلق ؟
قال
: سبحان الله , بم أحتجّ إلى الله في أني رفعت الحجاب عن قلبي , وجعلته على قلوب
أخوتي المسلمين [2]
.
وروى
الطوسي عن الحسين النوري أنه حمل إليه ثلثمائة دينار , قد باعوا عقاراً له , فجلس على
قنطرة الصراط وهو يحذف بواحد منها إلى الماء , ويقول :
سيدي
تريد أن تخدعني بهذا ؟ [3] .
ومن
الحكايات في هذا المعنى ما ذكرها النفزي الرندي عن أبي عبد الله الرازي أنه قال :
كساني
ابن الأنباري صوفاً , ورأيت على رأس الشبلي قلنسوة ظريفة تليق بذلك الصوف , فتمنيت
في نفسي أن يكونا جميعاً لي , فلما قام الشبلي من مجلسه التفت إليّ , فتبعته وكان
من عاداته إذا أراد أن أتبعه أن يلتفت إليّ .
فلما
دخل داره دخلت , فقال : أنزع الصوف , فنزعه , فلفّه , وطرح عليه القلنسوة , ودعا
بنار فأحرقهما [4]
.
وعلى
ذلك ذكر عنه الشعراني أنه كان إذا أعجبه شيء من ثيابه يذهب إلى التنور فيحرقه ,
فيقال له : هلاّ تصدقت به ؟
فيقول
: ما أشغل قلبي كذلك يشغل قلب غيري [5] .
وقال
الطوسي :
"
دخل بعضهم عليه فرأى بين يديه اللوز والسكر وهو يحرقهما بالنار " [6] .
هذا
ومثل هذا كثير .
هذا
وأن هناك مخالفة أخرى لنص الشريعة الإسلامية , يرتكبها الصوفية , وهي : إضاعة
المال وإتلافه , وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك حيث قال :
( إن الله كره لكم قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال ) [7] .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.